يمارس كثير من الناس، في فصل الصيف، عادة الإفراط في تناول المشروبات الغازية عندما يكون الجو حارا جدا، ظنا منهم أن ذلك يطفئ عطشهم ويغنيهم عن الماء. والحقيقة غير ذلك، لأن المشروبات الغازية ترفع من مستوى سكر الدم، مما يزيد من الإحساس بالعطش.
كما أن كثرة فقدان الماء والأملاح في الطقس الحار تؤدي إلى ازدياد كثافة ولزوجة الدم وهذا بدوره يؤدي إلى الإصابة بتجلط الدم في الشرايين التاجية وشرايين المخ، ويزداد هذا الخطر مع وجود تصلب في الشرايين لدى مرضى القلب والسكري، وكبار السن، وتزداد نسبة حدوث هبوط القلب والذبحة الصدرية لديهم.أوضحت الدكتورة منيرة خالد بلحمر، استشارية طب مجتمع رئيسة قسم التوعية الصحية بإدارة الرعاية الصحية الأولية والطب الوقائي في محافظة جدة، أن مصطلح «أمراض الصيف» غير دقيق طبيا، لأن هذه الأمراض يمكن أن تحدث في أي وقت خلال العام، ولكن حدوثها يزداد بشكل كبير في فصل الصيف بسبب ارتفاع درجات الحرارة، والتعرض المستمر للتيار الهوائي من المكيفات والمراوح، وارتفاع معدلات الرطوبة.
يساعد الجو الحار البكتيريا وسائر الميكروبات على النمو والتكاثر، مما يؤدي إلى سرعة فساد المأكولات والمشروبات، فتتخمر بسرعة، وبالتالي يزداد حدوث أنواع التسمم الغذائي، والنزلات المعوية، والزحار (الدوزونتريا)، والتيفوئيد، وغيرها من الأمراض، خاصة في وجود الذباب الذي يعتبر من أهم العوامل الناقلة للجراثيم والطفيليات إلى المأكولات والمشروبات فيصيبها بالتلوث.
* الإسهال الصيفي
* وتضيف الدكتورة منيرة بلحمر أن الإسهال الصيفي هو من أشد هذه الأمراض خطرا عندما يصاب به الأطفال في السنة الأولى من العمر، لأن النزلات المعوية الحادة قد تودي بحياة كثير منهم ما لم يتلقوا العلاج الصحيح بسرعة فائقة. وهنا يجب تذكير الأمهات بأن ثدي الأم يظل أفضل المصادر لتغذية الطفل، لأنه معقم وخال من الجراثيم، ويعتبر أسهل الألبان هضما.
وكثيرا ما تنشأ الالتهابات المعوية من تناول الأطعمة غير المطهية مثل الخضراوات والسلطات، وربما تأتي العدوى من أيدي الطهاة الذين يحضرون هذه المأكولات. فإن كان لا بد من تناولها فيجب التأكد من النظافة الشخصية للطهاة وذلك بلبس القفازات، والانتباه إلى نظافة المكان.
ويمكن تجنب أمراض الإسهال خاصة أثناء السفر في الإجازة الصيفية باتباع الإرشادات التالية:
- الحرص على استخدام المياه النظيفة المعلبة في الشرب، وغسل الفواكه والخضراوات، أو غلي الماء لمدة خمس دقائق ثم تبريده واستعماله إذا لم تتوافر تلك المياه المعلبة.
- الحرص على غسل اليدين جيدا بالماء والصابون قبل البدء في إعداد الطعام وقبل تناوله وبعد استخدام المرحاض.
- عدم تناول الأطعمة المكشوفة، خاصة من الباعة المتجولين.
* الصيف وأمراض الجهاز التنفسي
* ويؤثر فصل الصيف وارتفاع درجة حرارة الجو على الجهاز التنفسي، حيث يزداد تشبع الهواء ببخار الماء وتقل نسبة الأكسجين، مما يؤدي إلى زيادة أزمات الشعب الهوائية والأزمات الربوية والحساسية والربو الشعبي. أما الانتقال المفاجئ من حرارة مرتفعة (في الخارج) إلى برودة ناتجة مثلا عن المكيف في المنزل أو العمل أو السيارة، فيمكن أن يؤدي إلى تأثر الأغشية المخاطية في مداخل الجهاز التنفسي في الأنف والحلق، ويجعل الجهاز التنفسي عرضة للإصابة ببعض أنواع الفيروسات والبكتريا التي تتسبب في حدوث التهابات رئوية يصاحبها سعال وبلغم وضيق في التنفس، وقد تصبح المكيفات نفسها مصدرا للميكروبات إذا لم تجر عليها الصيانة الدورية، أو ينظف فلترها باستمرار.
وللوقاية من أمراض الجهاز التنفسي في الصيف ينصح بضرورة عدم التعرض المباشر لهواء المكيف وتجديد هواء الغرفة باستمرار لتنقية الهواء، وكذلك تجنب الأماكن المزدحمة والمغلقة، خاصة المقاهي التي تساعد على سرعة انتشار عدوى الجهاز التنفسي.
* أمراض الحرارة
* تؤكد الدكتورة منيرة خالد بلحمر أن أمراض الحرارة هي من أخطر أمراض الصيف على الإطلاق، فضربة الشمس يمكن أن تصيب أي شخص يبقى في طقس حار ورطب لفترة طويلة جدا، حيث يفشل العرق في تبريد الجسم بسبب توقف مراكز تنظيم الحرارة بالمخ مؤقتا عن العمل فترتفع درجة حرارته إلى مقادير خطيرة تصل إلى 40 درجة مئوية، مع احمرار في الوجه، وسخونة واحمرار والتهاب في العين، وإرهاق، يصاحبه صداع في الرأس، وتقلصات عضلية، بالإضافة إلى الشعور بالدوار والهذيان، وقد يفقد الشخص وعيه من دون سابق إنذار، مما يستوجب معالجة المصاب بسرعة أو أن يتعرض للوفاة.
وللوقاية من ضربات الشمس يجب الحرص على تجنب العمل أو اللعب تحت أشعة الشمس المباشرة والحرص على شرب كميات كبيرة وكافية من الماء والسوائل، وتجنب أكل وجبات الطعام الثقيلة والدسمة، وارتداء الملابس الخفيفة مع تغطية الرأس وتجنب تعرضه بشكل مباشر للشمس.
* الصيف والشواطئ
* إن كثرة التعرض لأشعة الشمس في الأماكن المفتوحة كالشواطئ صيفا تؤدي إلى أمراض جلدية؛ أهمها الحساسية، وأكثرها خطورة سرطان الجلد الذي قد يحدث على المدى الطويل نتيجة كثرة التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية.
ويمكن تفادي حدوث هذه المضاعفات بعدم التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، خاصة خلال فترات الذروة من الساعة العاشرة صباحا إلى الرابعة عصرا.
وتنصح الدكتورة منيرة بلحمر باستعمال واقيات أو كريمات (دهانات) تمتص الأشعة الضارة، ويفضل أن تكون الدرجة المكتوبة على العلبة (عامل الحماية «SPF») تزيد على 15، وذلك لضمان درجة كبيرة من الحماية. كما يجب استخدام هذه الكريمات بطريقة صحيحة وذلك بدهنها على الأماكن المكشوفة من الجسم بكمية كافية قبل الخروج من المنزل بنصف ساعة وتكرار استخدامها كل ساعتين. ويجب عدم السماح للأطفال بقضاء ساعات طويلة في الماء حتى ولو كانت أجسامهم مغمورة داخل الماء، لأن ذلك لا يحميهم من آثار التعرض لأشعة الشمس التي يمكنها اختراق سطح الماء لعمق نصف متر تقريبا.
* الأمراض الفطرية
* وتعتبر الأمراض الفطرية من أكثر المشكلات الجلدية التي تحدث في فصل الصيف مثل «التينيا» المبرقشة الملونة التي تصيب الشباب من الجنسين نتيجة العرق الغزير، وارتداء الملابس الصناعية غير القطنية، واستخدام مناشف الغير، وكذلك «تينيا» القدمين التي يكثر حدوثها بين الرياضيين ولدى مرضى السكري، ومن أهم مسبباتها التعرق الشديد في القدمين، مع عدم ارتداء جوارب قطنية لتمتص هذا العرق.
وللوقاية من الإصابة بالأمراض الفطرية ينصح بما يلي:
- عدم استخدام الأدوات والمناشف الخاصة بالآخرين.
- الحرص على تجفيف ما بين أصابع القدم وتحت الإبط بعد الاستحمام أو الوضوء.
- الحرص على ارتداء الملابس والجوارب القطنية.
- تجنب السباحة في المسابح غير النظيفة وغير المعروفة.
العين والنظارات الشمسية يؤدي التعرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية أيضا إلى حدوث تأثيرات ضارة بالعين يظهر تأثيرها بعد فترة مثل المياه البيضاء وتليف مركز الإبصار بالشبكية.
لذا ينصح باستخدام النظارات الشمسية أو الطبية العاكسة للأشعة فوق البنفسجية عند الخروج من المنزل أثناء النهار أو عند الذهاب للشواطئ، والابتعاد عن الأماكن المزدحمة وتلك الموجود فيها قمامة حيث يكثر الذباب والحشرات الطائرة، التي تتسبب أحيانا في نقل عدوى أمراض العيون.